الدارالبيضاء

شُيدت مدينة الدارالبيضاء على أنقاض مدينة عريقة تعود إلى ما قبل التاريخ إسمها أنفا لها إمتدادات تعود إلى آلاف السنين. وفي سنة 1955 تم الحصول على بقايا عظام بشرية في منجم بالقرب من ضريح سيدي عبد الرحمن المُطل على المحيط الأطلسي، وقد قُدّر عمره بما يفوق مائتي ألف سنة، ففتح هذا الإكتشاف المجال للتنقيب على المزيد، مما أدى إلى إكتشاف عدد كبير من الآثار والحفريات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ
وعلى مر العصور ظل المؤرخون منبهرين بصفة خاصة من ثراء وجمال هذه المدينة، نذكر منهم الرحالة الإسباني "لويس ديل مارمول كربخال"، الذي أفاد في كتابه "إفريقيا" أن "ضمن مدن شمال إفريقيا هناك أنفا التي تقع في موقع مثالي حيث يُحيطها بها البحر من ناحية والأراضي الزراعية الخصبة من ناحية أخرى ...".  
وفي عهد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله بدأت بوادر تطوير المدينة فتم إنشاء مسجد كبير وعدة زوايا وأُطلق عليها إسم الدارالبيضاء. ونالت شهرتها باسم "كازا بلانكا" في سنة 1781 بعد أن إستقرت بها مستعمرات إسبانية وتوافد عليها حشر ضخم من التجار الأوروبيين.  
وفي بداية القرن العشرين تم بناء ميناء الدارالبيضاء الذي لعب بعد ذلك دوراً حاسماً في مستقبل المدينة حيث جعل منها أكبر مركز صناعي في البلد والعاصمة الاقتصادية. وهي الآن تزخر بموروث ثقافي ومعماري يميزها عن باقي المدن يتجلى في منشآتها ذات الفنون المعمارية المتنوعة التي صُنفت من قبل منظمة اليونسكو سنة 2013 كموروث حضاري عالمي.